ردود الإمام على نسيم: نفي عذاب القبر.. الرد على نسيم من الداعي إلى الصراط المُستقيم الإمام المهدي..
-1- الإمام ناصر محمد اليماني 20 - 01 - 1430 هـ 17 - 01 - 2009 م 11:02 مـساءً السبت ــــــــــــــــــــ ردود الإمام على نسيم: نفي عذاب القبر.. الرد على نسيم من الداعي إلى الصراط المُستقيم الإمام المهدي.. بسم الله الرحمن الرحيم، سُبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وبعد.. أخي نسيم اتقِ الله ولا تقول علينا غير الحق بأنك تنتظر من الإمام ناصر مُحمد اليماني أن يفتي أن الخمر ليس بمُحرم، ولكني الإمام المهدي الحق من ربك أقول عفى الله عنك، وأفتيك بالحق حقيق لا أقول على الله غير الحق، وأفتي بالحق لمن أراد أن يتبع الحق: إن الإجتناب هو من أشد أنواع التحريم في مُحكم القُرآن العظيم كما حرم الله على الناس أن يجتنبوا عبادة الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ اُمَّةٍ رَسُولًا اَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } صدق الله العظيم [النحل:36] أفلا ترى بأن الأمر بالاجتناب هو لمن أشد أنواع الأمر لما حرّمه الله في مُحكم الكتاب؟ وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ لعلكم تفلحون (90) } صدق الله العظيم [المائدة] أفلا ترى أيها الباحث عن الحق نسيم إن أمر التحريم بالاجتناب في القرآن العظيم لهو من أشدّ أنواع الأمر بالتحريم لما حرّمه الله في الكتاب كما حرّم الله الاجتناب من عبادة الطاغوت؟ وبما أني أتيتك بالبرهان المُبين بالفتوى في تحريم الخمر فلا داعي أن أذهب للسنّة ما دُمت وجدت ضالتي، ولكني إذا لم أجد من الفتوى شيئاً فليس لي إلا أن أذهب للبحث عنها في سنّة مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذلك لأني الإمام المهدي الحق من ربكم مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وإنما أكفر بالحديث في السنّة إذا جاء مُخالفاً لآية مُحكمة في القرآن العظيم لأني علمت أنّه من عند غير الله ورسوله بل جاء من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من المؤمنين ظاهر الأمر. وأنا الإمام المهدي الحق من ربكم والحق أقول، ولا أقول على الله غير الحق، وأفتي بالحق إنّ السنة النبوية جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، فكم فصّلنا هذا القول في كثيرٍ من البيانات لعلكم تهتدون، ولسوف أنسخ لك هذه الفتوى من قبل أن تُحاورنا أخي نسيم فتتهمني بغير الحق أني أستمسك بالقرآن وحده وأذر السنّة الحق وراء ظهري فلا أخذ منها إلا ما يُعجبني، وأعوذُ بالله أن أترك منها إلا ماخالف لأحد آيات أمِّ الكتاب المُحكمات في مُحكم القرآن، وإليك مُقتبس فتواي من قبل بأن السنّة النبوية جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم. ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ الإمام ناصر محمد اليماني 22 - 11 - 1428 هـ 02 - 12 - 2007 م 09:34 مـساءً الأحد ـــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم من المهدي المنتظر الناصر لمحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وللقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني إلى جميع عُلماء المذاهب الإسلامية على مختلف فرقهم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد.. يا معشر عُلماء الأمة، أنا المهدي المنتظر أدعوكم إلى الحوار الفصل وما هو بالهزل شرط أن نحتكم إلى القرآن العظيم الذي جعله الله المرجع الحق لما تنازعتم فيه من سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولسوف أقدم لكم البرهان بأن الله أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع الأساسي فيما اختلف فيه عُلماء الحديث، فإن استطاع ناصر اليماني أن يُلجمكم بالحق بأن القرآن هو المرجع لصحة الأحاديث النبويّة فسوف أغلبكم بالحق من القرآن الذكر المحفوظ من التحريف ليكون هو المرجع لما اختلفتم فيه. ويا معشر عُلماء الأمة لقد أخبركم الله بأن هُناك طائفة من المُسلمين ظاهر الأمر من عُلماء اليهود من صحابة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ظاهر الأمر وهم يبطنون المكر ضد الله ورسوله، اتخذوا إيمانهم جُنّة ليصدوا عن سبيل الله فيكونوا من رواة الحديث، وأنزل الله صورة باسمهم [المنافقون]، وقال الله تعالى: { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾ } صدق الله العظيم [المنافقون] ويا معشر عُلماء الأمة تدّبروا قوله تعالى: { اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، ولسوف أبرهن لكم بأن تلك الطائفة قد افتروا بأحاديثٍ غير التي يقولها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى: { مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم [النساء] وإلى البيان الحق: { مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ } صدق الله العظيم، وذلك أمرٌ من الله إلى المُسلمين أن يطيعوا محمداً رسول الله فيتبعون ما أمرهم به ويجتنبون ما نهاهم عنه، تصديقاً لقوله تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7] وأما البيان لقوله: { وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }، وأولئك الذين تولوا وكفروا بمحمد رسول الله فأنكروا أنّه مرسل من الله، وأولئك كفار ظاهر الأمر وباطنه. وأما البيان لقوله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ }، وهم المُسلمون الذين قالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً رسول الله، فيحضرون مجلسه للاستماع إلى الأحاديث النبوية التي جاءت لتزيد القرآن توضيحاً وبياناً تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } صدق الله العظيم [النحل:44] وأما البيان الحق لقوله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم، وهذا القول موجهٌ للمسلمين وليس للكافرين بل للمسلمين الذين يقولون طاعةٌ، أي أنهم شهدوا لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة لذلك يقولون طاعةٌ، أي إنّهم يريدون أن يطيعوا الله بإطاعة رسوله، ولكن طائفة من المسلمين وهم من علماء اليهود إذا خرجوا من مجلس الحديث بيّتوا أحاديثاً عن رسول الله ولم يقُلْها ليصدوا عن سبيل الله. وقال الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ }، وبرغم أنّ الله أخبر رسوله بمكرهم ولكن الله أمر رسوله أن يُعرض عنهم فلا يطردهم، وذلك ليتبين مَنْ الذين سوف يستمسكون بكتاب الله وسنّة رسوله الحق ومَنْ الذين يستمسكون بما خالف كتاب الله وسنّة رسوله الحق من المسلمين، لذلك لم يأمر الله رسوله بطردهم فلذلك استمر مكرهم. وقال الله تعالى: { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا }. ومن ثم صدر أمر الله إلى عُلماء الأمة فعلّمهم الطريقة التي يستطيعون بها أن يكشفوا الأحاديث التي لم يقُلها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم، بمعنى إن العلماء يسندون الأحاديث الواردة عن رسول الله والتي تمثل أوامره للمسلمين فيسندونها إلى القرآن فإذا وجدوا فيه اختلافاً كثيراً أي بينه وبين أحاديثٍ واردة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فإن تلك الأحاديث من عند غير الله من شياطين البشر من المسلمين ظاهر الأمر، وهم من علماء اليهود الذين إذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنّا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون. وأما البيان لقوله تعالى: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ }، ويقصد به عُلماءَ المسلمين إذا جاءهم حديثٌ عن رسول الله وذلك هو الأمن لمن أطاع الله ورسوله، وأما قوله: { أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ }، وذلك من عند غير الله. واما قوله: { أَذَاعُوا بِهِ }، وهم علماء المسلمين يختلفون فيما بينهم فطائفة تقول إنّه حديث مفترًى مخالفٌ للحديث الفلاني، وأخرى تقول بل هذا هو الحديث الحق وما خالفه فهو باطل وليس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأما البيان لقوله: { وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ }، بمعنى أن يردّونه إلى محمد رسول الله إن لم يزل موجوداً، أو إلى أولي الأمر منهم إذا لم يكن الرسول موجوداً ليحكم بينهم، فيردونه إلى أولي الأمر منهم وهم أهل الذكر الذين يزيدهم الله بسطة في العلم بالبيان الحق للقرآن الكريم. { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }، أي لعلم هذا الحديث هل هو مفترًى عن رسوله الله فيستنبط الحكم من القرآن، وهي الآية التي تأتي تخالف هذا الحديث، ومن ثم يعلمون أنّه مُفترًى عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نظراً لاختلاف هذا الحديث مع آية أو عدة آيات في القرآن العظيم. وأما البيان لقوله تعالى: { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }، ويقصد بخطابه المسلمين بأنه لولا فضل الله عليهم ورحمته بالمهدي المنتظر لاتبعتم يا معشر المسلمين المسيح الدجال إلا قليلاً منكم، وذلك لأن الشيطان هو نفسه المسيح الدجال إذ يريد أن يقول أنَه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّه الله، وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذّاب، لذلك يسمى المسيح الكذاب كما بينا لكم من قبل. ولكنكم يا معشر عُلماء الأمّة ظننتم بأن الله يخاطب الكفار في قوله تعالى: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }، فظننتم أنّه يخاطب الكفار بهذا القرآن العظيم، بأنّه لوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً، ونظراً لفهمكم الخاطئ لم تعلموا بأن القرآن هو المرجع لما اختلف فيه عُلماء الحديث، ولذلك استطاعت طائفة المنافقين أن يضلّونكم عن الصراط المستقيم، ولو تدبّرتم الآية حق تدبُّرِها لوجدتم أنه حقٌ لا يخاطب الكفار بقوله: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } بل يخاطب المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم الذين يقولون طاعة لله ولرسوله، وليس الذين كفروا. فتدبروا الآية جيدا كما أمركم الله: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم [النساء] فكيف تظنون أنه يخاطب بهذه الآية الكفار؟ ألم يقُل فيها: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم ؟؟ فهل ترونه يخاطب الكفار أم المسلمين؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ولربما يودُّ أحد المتابعين لبياناتي أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر اليماني، ما خطبك تردد بيان هذه الآيات كثيراً؟" . ومن ثم نرد عليه فأقول: أخي الكريم، لأني إذا لم أقنع علماء المسلمين أن القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث فكيف أستطيع الدفاع عن سنة رسول الله الحق صلى الله عليه وآله وسلم؟ وذلك لأن سنّة محمد رسول الله لم يعدكم الله بحفظها من التحريف والتزييف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم ليكون المرجع لسنّة رسول الله فيما خالف من الأحاديث القرآنَ لتعلموا أنّه حديث مفترًى ولم ينزل الله به من سلطان. وأما الأحاديث الحق فسوف تجدونها متشابهةً مع ما أنزل الله في القرآن العظيم تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ ماتشابه مع القرآن فهو مني ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأما أحاديث الحكمة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فخذوا بها أجمعين ما دامت لا تخالف القرآن في شيء، حتى ولو لم يكن لها برهان في القرآن فخذوا بها ما دامت لا تخالفه في شيء فلا أنهاكم عنها، كمثل حديث السواك وغيره من أحاديث الحكمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخذوا منها ما اطمأنت إليها قلوبكم وتقبلها عقلكم، وذلك لأن الله يُعلِّم رُسله وأنبيائه الكتاب والحكمة. فما خطبكم يا معشر عُلماء المسلمين من الذين أظهرهم الله على أمري لا تكادون أن تفقهون البيان الحق وقد فصّلناه تفصيلاً؟ ومنهم من يظن بأنّي أجعل سنّة محمد رسول الله وراء ظهري وأستمسك بالقرآن! وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. بل أستمسك بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما أكفر بالأحاديث التي جاءت مخالفة لما أنزل الله في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً فعلمت بأن تلك الأحاديث من عند غير الله ورسوله، وذلك لأنني المهدي المنتظر أَشهد أنّ القرآن من عند الله وكذلك السنّة من عند الله وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل بالبيان للقرآن بالأحاديث النبويّة، فاتبعوني أهدكم صراطاً مُستقيماً. --------------------------------------- وأما بالنسبة لإنكاري بأنّ العذاب البرزخي في حُفرة السوءة، وذلك لأنّ هذه العقيدة مُخالفة لما جاء في مُحكم القرآن العظيم في شأن العذاب البرزخي من بعد الموت بأنه على الروح من دون الجسد، هو أمر الله الذي لا تحيطون به علماً، وإنه في النّار وليس في حُفرة السوءة. وأما بالنسبة لبُرهانك في قول الله تعالى: بسم الله الرحمان الرحيم { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩﴾ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ﴿٢٠﴾ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١﴾ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢﴾ } صدق الله العظيم [فاطر] فتزعم إن البيان الحق لقوله تعالى: { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } بأنّه دليلٌ على عذاب القبر. ويا أخي الكريم، أُقسم بالله العلي العظيم البرِّ الرحيم إنك قلت على الله غير الحق في هذه الآية، وذلك لأنّ الله لم يتكلم عن عذاب القبر في هذه الآية، فتعال لأعلمك بالبيان الحق إن كنت تريد الحق، فإنّه يتكلم عن الأحياء بذكر الله الذين استجابوا لما يحييهم فاتبعوا الحق، وأولئك هم الأحياء المُبصرون بنور الله، وأما العُميان عن الحق فلن يسمعوه ومن ثم ضرب الله بهم مثلاً وهو قوله تعالى: { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }، بمعنى لو ناديت في مقبرة فهل ترى الأموات سوف يسمعون من ندائك شيئاً؟ كلا.. وذلك لأنهم أمواتٌ غير أحياء جُثثٌ هامدة لا روح فيها لأن أرواحهم في مكان آخر، أما في عليين في جنات النعيم، وإمّا في سجّين بأسفل الأراضين السبع سجن الله المؤصدة نار جهنم، وضرب الله بأموات المقابر مثلاً للذين لم يستجيبوا لدعوة الحق لما يحييهم، والحياة هنا هي حياة القلوب، فالقلوب المُبصرة حيّةٌ لأنها تسمع وترى، وأما القلوب الميّته عن ذكر الله ولم يهبها الله من نوره فهي لا تسمع ولا ترى الحق مهما ناديتها لاتباع الحق فلن تسمع النداء حتى يسمعه من في المقابر، فاذهب ونادِ في مقبرة فهل يسمعون نداءك؟ لن يسمعوه لأنهم أموات وكذلك قلوب الغافلين الأموات بالموت المعنوي للقلوب فإنها لا تسمع نداء الحق، ولذلك لا تتبعه لأنها لا تسمع ولا تُبصر الحق. فلا تُحرف الكلم عن مواضعه فتقول على الله مالا تعلم، وذلك من أمر الشيطان أن تقول على الله مالا تعلم علم اليقين، بل بقول الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً، وقال الله تعالى: { إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾ } صدق الله العظيم [البقرة] وذلك لأنه يتكلم عن القلوب المُبصرة للحق فتسمع فتتبع، ولذلك قال: هل تستوي الظلمات والنور والأحياء والأموات؟ بمعنى إنّ الذين لا يبصرون ولا يسمعون الحق قلوبهم ميّتة نظراً لعدم وجود روح النور من ربهم، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، ولو علم الله أنهم يجاهدون لمعرفة الحق ولا يريدون غير الحقِّ فحقٌّ على الله أن يمدّهم بروح نور البصيرة إلى قلوبهم فتعود حيّة فتُبصر الحقَّ حقاً فتتبعه، وتبصر الباطل باطلاً فتجتنبه، وليس المعنى أنه أصبح يعلم الحق من الباطل، كلا.. فالشيطان وكثيرٌ من النّاس والمسلمون يعلمون الحق علم اليقين ولكنهم لا يتّبعونه. فما هو السبب إذاً؟ فسواء علم الحق أم لم يعلمه فلن يتّبعه حتى يمدّه الله بنور الفرقان وشرطه التقوى. تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّه يَجْعَل لَكُمْ فُرْقَانًا } صدق الله العظيم [الأنفال:29] وذلك نور يتنزل إلى القلب فيحيه فيدرك إنه لفي خطر عظيم فكيف لا يصلي وهو مسلم يعلم إن الصلاة حق؟ فينطلق نحو عبادة ربه. وهل كان لا يعلم من قبل؟ ونقول: بلى يعلم إذ كان من المُسلمين وكان لا يصلي فليس ذلك لأنه لا يعلم إن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام ولكنه كان لا يصلي نظراً لعدم وجود نور الفرقان، وذلك لأنّ سَمْعّ الرأس وعقله لا ينفع بشيء إذا لم يمدّه الله بنورِ الفرقان، ومَحِلُّه في القلب فحييه فيحيا الجسد كُله، فيسخره الإنسان لطاعة ربه فيسجد ويركع ويخضع لأمر الله ويتبع الحق. انتهى التعليق على حجتك وإن تريد المزيد زدناك، ولم نقول بعد من برهان بيانها إلا بنسبة 1%، فإذا استمرَرْت تًجادل بأن معنى قوله تعالى: { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } صدق الله العظيم، بأنّه دليل على عذاب القبر فإنك لمن الخاطئين، بل ذلك برهان لنا بالحق لنفي عذاب القبر لأنها جُثث هامدة لا تسمع ولا ترى ولا تحس ولا تتألم نظراً لأنها قد فارقتها الحياة، والحياة هي النفس، والنفس هي الروح التي هي من قدرة الله، وما دامت من قدرة الله فهل تراى أنها لا تستطيع الحياة إلا في جسدها؟ بالعكس إنها هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقته فارق الحياة. يا نسيم فاتبعني أهدك صراطاً مُستقيماً، وسبق وأنْ أفتينا في شأن عذاب القبر ولو أضعه هنا فسوف يطول البيان فلا يكمله من كان كسولاً، ولكني سوف أوجه لك سؤالاً وهو: هل تؤمن بأن مُحمداً رسول الله - صلى الله عليه آله وسلم - أسرى به إلى المسجد الأقصى ومن ثم إلى سدرة الى حول نار جهنم بين السماوات والأرض من الأدنى؟ ومعنى قولي من الأدنى أي بأسفل الأراضين السبع من بعد أرضنا توجد نار جهنم وقد مرّ بها مُحمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليلة الإسراء والمعراج لكي يُشاهد الكفار وهم يتعذبون في نار جهنم. تصديقاً لوعد الله بالحق لرسوله: { وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُون } صدق الله العظيم [المؤمنون:95] وأنا مُتأكد لو أوجه لك سؤالاً وأقول لك: فهل تُصدق بالإسراء والمعراج؟ فأنك سوف تقول: بلى أصدق. ومن ثم أقول لك: وهل تصدق أن محمد رسول الله مرّ بأهل النّار وشاهدهم يتعذبون فيها؟ فإنك سوف تقول: بلى أصدق. وتزيدنا وتقول: وكان يقول: مَنْ هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين كانوا يعملون كذا وكذا. ومن ثم عَرَج به إلى سدرة المُنتهى بالأفق المُبين منتهى العلو توجد جنّة المأوى عند سدرة المنتهى يا نسيم، بمعنى إن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شاهد النار التي وعد الله بها الكفار وشاهد الجنّة التي وعد الله بها الأبرار. تصديقاً لوعد الله بالحق: { وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُون } صدق الله العظيم [المؤمنون:95] وذلك البيان من البيان لقول الله تعالى: { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيات رَبِّهِ الْكُبْرَى } صدق الله العظيم [النجم:18] ومنها الجنّة والنّار، فوجد الفجّار في النّار والأبرار في النّعيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿١٣﴾ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴿١٤﴾ } صدق الله العظيم [الإنفطار] وتلك أرواحهم التي ترى وتسمع وتتكلم، ولا تحيط بالروح علماً يا نسيم، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، ولا أعلم يا نسيم ولم أعلم بإن مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أسري به إلى حُفر المقابر، ولا أعلم بأنّ النار مجزأة بل نار الله الموقدة نارٌ واحدةٌ، وقريب سَيُسمع صوتها يا نسيم. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾ } صدق الله العظيم [الفرقان] وذلك لأن كوكب العذاب الذي سوف يمرّ بجانب الأرض هو بذاته الطامّة الكُبرى نارُ جهنّم اللوّاحةُ للبشر، وسوف تظهر قريباً لنصرة الإمام المهدي لأنها إحدى أشراط الساعة الكُبر، وسوف تظهر لنصرة الإمام المهدي المُنتظر، فيظهره الله بها في ليلة على كافة البشر، إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر، ومن ثم لا يُنْظَر المجرمون فيأُخّرون يوم مرور سقر، وهي كوكب العذاب من أشراط الساعة الكبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ } إلى قوله: { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾ } صدق الله العظيم [المدثر] ولن يؤخر الله المجرمين في الحياة يوم مرورها من الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فإنّ جهنم لهم لبالمرصاد. تصديقاً لقول الله تعالى: { خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [الأنبياء] ويا نسيم، إن ما يسمّونه بكوكب نيبيروا الذي سوف يمر بجانب الأرض هو الطّامة الكبرى نار جهنم، أقسمُ بالله العظيم فقد أدركت الشمس القمر إحدى أشراط الساعة الكبرى فانظر، وأنا لا أخاطبكم من كُتيبات بوش الأصغر بل من البيان الحق للذكر، ولكنّ الله وعد ليريهم آياته بالأفاق، فانظروا لتصديق البيان الحق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي، فهي ذاتها النجم الثاقب، وهي سقر، وهي الحطمة نار الله الموقدة، بل هي الطامة الكُبرى يا معشر البشر، فانظروا للتصديق بالعلم والمنطق من الذين لا يعلمون بوجود الإمام المهدي المنتظر الذي يحاجّ النّاس بالبيان الحق للذكر يجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي مصدق بالعلم والمنطق مثل ما إنهم ينطقون، وعلى هذا الرابط تجدون إن كوكب نيبيروا القادم هو النجم الثاقب كوكب جهنم وهو من أشراط الساعة الكبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾ } صدق الله العظيم [المدثر] وتصديقاً لقول الله تعالى: { خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [الأنبياء] ومن بعد التفصيل وبالبيان الحق للذكر أرجو تطبيقه بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، وسوف تجدون أن كوكب نيبيروا هو حقاً كوكب جهنم، وإنّه النجم الثاقب، وإنّه إحدى أشراط الساعة الكبرى، ولقد علم المجرمون أن كوكب نيبيروا كوكب ناريٌ مضيءٌ، وعلموا أنّه قادم ليمرَّ بجانب الأرض ولكنهم يخفون على النّاس كثيراً من الحقائق حتى يموتون وهم كافرون، أفلا تتقون؟ إنما أخاطبكم بالبيان الحق للذكر.. وأما رابط نفي عذاب القبر فسوف تجده على هذا الرابط ضمن بيان الموسوعة لنفي عقائد الباطل وبيان الحق: [ نداء المهدي المنتظر إلى جميع علماء الأمة وقادات البشر ] -------------------- ونأسف للإطالة ولكنه نبأ عظيم أنتم عنه معرضون، والتعب علينا في الكتابة أما أنتم فتدبّروا وتفكروا ولا تحكموا من قبل أن تطلعوا يا أخ نسيم. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. أخوك الإمام ناصر مُحمد اليماني. ــــــــــــــــــــــ | ||
-2- 23 - 01 - 1430 هـ 20 - 01 - 2009 م 02:22 صـــباحاً الثلاثاء ــــــــــــــــــــــ إلى كوراك: من زمن لا أراك، فهل أنت من الأنصار أم لا تزال من الباحثين عن الحق؟ بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وبعد.. أخي الكريم، ليس كل الكفار يدخلون النار بعد موتهم مباشرةً، وليس كُل المُتقين يدخلون الجنّة بعد موتهم مُباشرة، وتدّبر ردّنا بالحق على نسيم الذي يقول: "إننا انقلبنا على عاقبينا" وسوف تجد إجابة سؤالك إن شاء الله: ---------------------------------------------- الإمام ناصر محمد اليماني 22 - 01 - 1430 هـ 19 - 01 - 2009 م 11:12 صـــباحاً الأثنين ـــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد.. يا نسيم، هل أنت ذو لسان عربي مُبين فلا تُحرّف كلام الله عن مواضعه إني لك ناصُح أمين، وإنك تقول بياناً غير الذي قاله الله في مُحكم كتابه في قوله تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } صدق الله العظيم [فاطر:22] وتقول يا نسيم إن هذا دليل واضح كالشمس أنّ الأموات من الكُفار يتعذبون في قبورهم ولكنه لا يسمع عذابهم الناس، ولكني سوف آتيك بالحق وأحسن تفسيراً للحق منك. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:33] وقال الله تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ(22) } صدق الله العظيم [فاطر] وبرغم إني لا أرى بأن هذه الآية تحتاج إلى تفسير نظرا لوضوحها بأن الله يتكلم عن سماع القلوب للهدى الحق، لذلك قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } صدق الله العظيم [فاطر:22] ومعنى قوله { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ } أي يُسمع القلوب الحق من ربهم الغير الصُم البُكم العُمي منطق الحق فتستجيب لداعي الحق. ومعنى قوله { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } أي: القلوب الصُمّ البكم العُمي الميّتة التي لا تسمع الحق، فضرب بهم مثلاً كما لو كنت تنادي أصحاب المقابر فهل تراهم يسمعون صوت نداءك؟ ولم يقل الله وما أنت بسامع من في القبور بل قال الله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} فانظر إلى الضمة فوق الميم يا رجل {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} أي بمُسمعهم صوت ندائك، إذاً فهو يتكلم عن المُنادي داعي الحق وليس عن أصوات أهل المقابر، ولا أظن أن المُفسرين أخطأوا في بيان هذه الآية فلن يُخطئ في فهمها كل ذي لسان عربي مبين نظراً لوضوح ما فيها إنه يتكلم عن المنادي بصوت الحق الذي لا يسمعُ نداءه أهل القلوب الصم البكم العمي الذين لم يُسمعُ الله قلوبهم نداء الحق فيهديهم إليه، ولذلك قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } صدق الله العظيم [فاطر:22] وهو كمثل قوله تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء } صدق الله العظيم [القصص:56] وكذلك قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } صدق الله العظيم و عجباً أمرك كيف تأتي لنا بالبراهين الحق على بيان ناصر محمد اليماني ثم تنكرها! فأنت تقول إن العذاب هو على الروح من دون الجسد وضربت لنا على ذلك مثلاً في النائم الذي يرى أنه تعذب كما لو كان عذاباً حقيقياً فلن ينقص من الألم شيئاً، وهذا مُصدق لبيان ناصر محمد اليماني الحق بأن العذاب على الروح من دون الجسد في نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً } صدق الله العظيم [النساء:97] والمُساءلة من الملائكة هي للروح حين الموت وليس في القبر، ولكننا لا نسمع الملائكة ولا نراهم، وكذلك روح الإنسان لا نراها ولا نسمع ردّها على المُساءلة يا نسيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) } صدق الله العظيم [الواقعة] وفي هذه الآيات يتبيّن لمن يُريد الحق أن العذاب على الروح من دون الجسد من بعد خروجها فيكون منزلها في نار جهنم أو في جنات النعيم فتدبر الحق إن كنت تريد الحق: { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) } صدق الله العظيم [الواقعة] غير أن أهل اليمين لا يدخلون الجنة فور موتهم فهم ينامون نومة العروس فتظل أراوحهم عند بارئهم إلى يوم بعثهم. ولذلك قال الله تعالى: { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) } صدق الله العظيم [الواقعة] ولكن المقربين يدخلهم الله جنات النعيم فور موتهم تصديقاً لقول الله تعالى: { فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ(89) } صدق الله العظيم [الواقعة] وأما المُكذبين: { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) } صدق الله العظيم [الواقعة] وبما أن العذاب على الروح ويتحدى الله إرجاع الروح للجسد من بعد أن تبلغ الحلقوم للخروج إلى النعيم أو إلى الجحيم تصديقاً للحق: { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) } صدق الله العظيم ويا نسيم تذكر قول الله تعالى: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96) } صدق الله العظيم إذا المُساءلة على الروح عند الموت، وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً } صدق الله العظيم [النساء:97] إذاً السؤال على الروح عند الموت وأنتم بجانب الذي يحتضر ولكن لا تسمعون ولا تبصرون الملائكة وأصواتهم، وكذلك لا تُبصرون روح الإنسان ورد جوابه، فإذا كان من أصحاب الجحيم فإن الملائكة تقوم بتعذيب روحه من دون الجسد برغم أن روحه لا تزال في جسده، ولكنهم لا يُعذبون الجسد بل يضربون الروح في الجسد لكي تخرج إلى عالم الجحيم تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:93] ويعلمُ المجرم إنه يوم عسر من بعد ضربه لتخرج روحه وأنهم حتماً سوف يأخذونه إلى نار جهنم، ومن ثم يصرخ ويقول يا ويلتاه إلى أين تذهبوا بي؟ ويصرخ ويصرخ ولكننا لا نسمع صراخ روحه، فيأخذون روحه إلى نار جهنم حتى إذا اقتحموها ألقوا به في مقعده في نار جهنم. وأما الروح الطيبة فإنهم قد بشروه بالجنة ويقول: قدّموني قدّموني. أي للملائكة الحاملين روحه إلى جنات النعيم، ولكنكم زعمتم أنه يقال ذلك لحاملي الجسد إلى القبر. ويا رجل فلمَ يقول قدموني وما يريد من حفرة في الأرض ليست إلا لستر السوءة؟ والحكمُ بيننا هو مُحكم القرآن العظيم أن الإنسان يخاطب الملائكة الذي توفونه ولم يفرطوا بروحه فيأخذونه إلى الجحيم أو إلى النعيم تصديقاً لقول الله تعالى: { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:61] بمعنى أن المُساءلة هي على الروح ولكننا لا نسمعُ الملائكة ولا نراهم وكذلك لا نسمع روح الإنسان ولا كلامه تصديقاً لقول الله تعالى: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) } صدق الله العظيم [النحل] وانظر إلى سؤال أهل اليمين الذي وعدهم الله بجنات عدن ولا يدخلونها إلا في الآخرة يوم الحساب وهذه هي مساءلتهم من الملائكة وقال الله تعالى: { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) } صدق الله العظيم ومن ثم ينامون عند ربهم كنومة العروس إلى يوم البعث، ومن ثم انظروا للمُقربين من ربّ العالمين الذين نهى الله ملائكته عن مُساءلتهم، فلنواصل الآيات وقال الله تعالى: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34) } صدق الله العظيم [النحل] فأنظروا لمُساءلة الثلاثة الأزواج أي الأصناف فتجدون طائفة دخلوا النار وهم الذين أقام الله عليهم الحُجة، وطائفة تمت مُساءلتهم ولكن مؤخرٌ دخولهم الجنة إلى يوم الحساب يوم تقوم الساعة وهم الذين يقولون اللهم أقم الساعة وذلك لكي يدخلون جنات عدن الذي وعدهم الله بها في الآخرة. وطائفة لم تتم مُساءلتهم أولئك همُ المقربون الذي حرّم الله على ملائكته أن يُساءلوهم أو يُحاسبوهم لأنهم لم يُحاسبوا ربهم بل أدّوا ما فرضه الله عليهم ثم تزودوا بفعل الخيرات وتسابقوا عليها قربة إلى الله حتى أحبهم وقربهم وحرّم مُساءلتهم ومحاسبتهم وأدخلهم جنة النعيم فور موتهم. فتدبّروا هذه الثلاثة الأزواج في هذه الآيات التاليات: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) } صدق الله العظيم فأما الكفار الذين أقام الله عليهم الحجة فأدخلهم النار فور موتهم فهم الآية 28 و29: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) } صدق الله العظيم وأما أصحاب اليمين الذين وعدهم الله بجنات عدن مُفتحة (31) في قول الله تعالى: { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31) } صدق الله العظيم وأما المقربون فحرم الله على ملائكته حتى مُساءلتهم بل أمرهم أن يقولوا لهم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وهم الآية (32) في قول الله تعالى: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم ويا نسيم اتق الله ولا تفتري علينا بغير الحق، ومن ذا الذي يقول إن ناصر مُحمد اليماني يُنكر أحاديث السنة الحق بل أُصدقها وآتي بتصديقها من محكم القرآن العظيم، وإنما أنكر أحاديث الشيطان الرجيم التي جاءت من عند غير الله، وحتماً أجد بينها وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، ولذلك أفركها بنعل قدمي لأني أعلم أنها أحاديث الشيطان الذي كان للرحمن عصياً عدو الله وعدو المؤمنين، ولكنك يا نسيم مُستمسك بها وتُحاجّ بها الآيات المُحكمات في القرآن العظيم، وتظن إنك مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله وأنت لست على كتاب الله وسنة رسوله في هذا الشأن بل مُستمسك بأحاديث الشيطان الرجيم، ولولا هذا المكر الخبيث من قبل الشيطان وأوليائه من اليهود من شياطين البشر بأن العذاب في حفرة السوءة لدخل الناس في الإسلام كافة، ولكن الذي حال بينهم وبين الدخول في الإسلام هو عقيدة المؤمنين في العذاب البرزخي أنه في حفرة السوءة، ولكنهم لم يجدوا من ذلك شيء على الواقع الحقيقي وذلك لأن النار محسوسة ملموسة يا نسيم إذا ظهرت رآها الناس. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى } صدق الله العظيم [النازعات: 36] ولكنكم جعلتم الجحيم شيء لا يُرى وأخبرتم الناس إن الجحيم في المقابر، ولكنهم لم يجدوا من عقيدة الباطل في القبور شيئاً، وليس لها أي تصديق على الواقع الحقيقي لأنها باطل ولم ينزل الله بذلك من سُلطان، وليست النار التي وعد الله بها الكفار في الأرض، وليست جنة المأوى التي وعد الله بها الأبرار في الأرض بل في السماء جميعاً تصديقاً لقول الله تعالى: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) } صدق الله العظيم [الذاريات] وهاهم الكفار وجدوا نار جهنم في السماء فإذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً، وهي من آيات الله في الآفاق وسوف تمرّ بجانب الأرض ولذلك قال الله تعالى: { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } صدق الله العظيم ولأن هذه الآيات سوف يريها الله الكفار بالآفاق بالعلم والمنطق ولذلك قال الله تعالى: { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } صدق الله العظيم وذلك تصديقاً لمنطق الكفار العلمي وليس منطق كُفرهم، وعلى سبيل المثال وجد عُلماء الكفر أن الكون كان كوكباً واحداً ويسمونه النّجم النيتروني فانفجر فانفتقت السماوات والأرض وجاء علمهم هذا تصديق لقول الله: { أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } صدق الله العظيم [الأنبياء: 30] إذاً القرآن لا يصدق منطقهم الكفري بل منطق الكفار العلمي بقوله تعالى: { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } صدق الله العظيم ولذلك يحاجهم بمنطقهم العلمي الذي جاء مُصدق لمنطق القرآن العظيم في هذا الشأن ويقول لهم أفلا يؤمنون. وقال الله تعالى: { أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء: 30] وإن النار هي في السماء بأعلى الأرض بالفضاء السفلي، وجميع الفضاء الكوني بالنسبة للأرض أعلى، وتعال لننظر هل تقتحم الأرواح من الأرض إلى نار جهنم بالفضاء، وقال الله تعالى: { هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ(59) قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } إلى قوله { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَمَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم [ص] وفي هذه الآيات تكلم الرحمن عن جنّة المُتقين من أهل اليمين والذين لا يدخلونها إلا يوم الحساب تصديقاً لقول الله تعالى: { هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ(54) } صدق الله العظيم ثم تكلم عن عذاب النار للكفار بيوم الحساب وقال الله تعالى: { هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍجَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } صدق الله العظيم ومن ثم انتقل سياق الآيات لوصف عذاب آخر وهو العذاب البرزخي يا نسيم، وقال الله تعالى: { وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِقَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَافَبِئْسَ الْقَرَارُقَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ } صدق الله العظيم وتعال لنفصّل لكم حوار الملأ الأعلى من أصحاب جهنم وقال الله تعالى: { هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } وقال ذلك خزنة جهنم للكفار الذين في نار جهنم الذين أهلكهم الله من قبل وكانوا كافرين فأخبروهم بوصول فوجٍ جديدٍ من المكذبين لرسل لربهم، وقال خزنة جهنم للذين في النار من قبل قالوا {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } ثم ردّ الكفار السابقون وقالوا: {لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ} ومن ثم ردّ عليهم الهالكين الجُدد وقالوا {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ} وذلك لأنهم اتبعوهم وقالوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا الأولين وإنا على آثارهم مقتدون ولذلك قالوا:{قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَافَبِئْسَ الْقَرَارُ} ومن ثم دعت الأمم جميعًا على الأمة الأولى التي أضلتهم عن سواء السبيل وقالوا: {رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ} ومن ثم تلفتوا لينظروا رجالاً كانوا من قومهم اتبعوا الرسل فحسبوهم من الأشرار وقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدونهم في نار جهنم، وذلك لأنهم في جنة النعيم أحياء عند ربهم يُرزقون، ولذلك لم يجدونهم مع الكفار في نار جهنم. ولذلك قالوا: { وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ } ثم انظر لقول الله تعالى: { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } إلى قوله: { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَمَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم فانظر يا نسيم لقوله تعالى: { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } إلى قوله: { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَمَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم، ثم يتبيّن لك إن النار بالفضاء الكوني وليس العذاب البرزخي في هذه الأرض.ولذلك قال الله تعالى: { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم وأُقسم بمالك الملكوت أنني لا أنطق لكم إلا بالبيان الحق وليس بالظن الذي لا يُغني من الحق شيئاً، وأقسمُ بالله العلي العظيم لا تستطيع يا نسيم أن تُلجمني بعلم هو أهدى من علمي وأصدقُ قيلاً، وذلك لأني آتيك بالبيان من ذات القُرآن من آياته المُحكمات البينات، وإني أراك باحثاً عن الحق فلو تُصدق بالإمام المهدي الحق من ربك لفزت فوزاً عظيماً ولكان لك شأن عظيم وزادك الإمام المهدي نوراً إلى نورك فأتمم لك الله نورك ببعث الإمام المهدي الحق من ربك فتكون من الذين يدعون الناس إلى الحق فتُلجمهم بالحق إلجاماً، لأن الإمام المهدي سلحك بالعلم البتّار لألسنة المُمترين وليس العيب أنك أخطأت أخي الكريم نسيم ولكن العيب أن تستمر على الخطأ، وإني أظن فيك خيراً كثيراً، وخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام لو فقهوا الحق. وسألتك بالله العلي العظيم أن لا تأخذك العزة بالإثم إن تبيّن لك أن ناصر مُحمد اليماني ينطقُ بالحق ويهدي إلى صراط مُستقيم. ويا أخي الكريم نسيم ما خطبك تحاجني وكأني من القرآنيين الذين لا يؤمنون إلا بالقرآن ونبذوا سنة مُحمد رسول الله وراء ظهورهم؟ وأعوذُ بالله أن أكون من القرآنيين الذين استمسكوا بالقرآن وحده و نبذوا سنة مُحمد رسول الله وراء ظهورهم، وأعوذُ بالله أن أكون من أهل السنة من الذين استمسكوا بالسنة وحدها ونبذوا القرآن وراء ظهورهم، وأكثر الروايات المُفتراة لدى أهل السنة ولكنهم أخف شركاً من الشيعة ولكنهم وقعوا في فتنة الشفاعة وينتظرون من مُحمد رسول الله أن يشفع لهم عند ربهم، فدخلوا دائرة الإشراك برب العالمين، وأكثر شركاً من أهل السنة هم الشيعة الذين يدعون أئمة آل البيت من دون الله يا علي ويا حسين ويا فاطمة الزهراء، وأعوذُ بالله أن أكون من الشيعة من الذين استمسكوا بروايات أئمة آل البيت وحدها وفيها الحق والمُفترى ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ويبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء ألا وإن كتابها هو كتاب أبيها القرآن العظيم، وأعوذُ بالله أن أكون من أي طائفة من الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم فرحون. بل أنا الإمام المهدي الحكم العدل وذو القول الفصل وما هو بالهزل، ولعنة الله عليّ إن كنت من الكاذبين ولست المهدي المنتظر الحق لعناً كبيراً عدد ثواني الدهر والشهر من أوّله إلى اليوم الآخر يوم يقوم الناس لرب العالمين إن لم أكن الإمام المهدي الحق من رب العالمين. وابتعثني الله للدفاع عن سنة مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأطهرها من الأحاديث المُفتراة تطهيراً، مُستمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله الحق أنا ومن اتبعني، وأدعو إلى الله على بصيرة من ربي أنا ومن اتبعني ألا وإن بصيرتي هي ذاتها بصيرة جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مُستمسك بكتاب الله وسنة رسوله الحق، فلا أؤمن ببعض الكتاب وأكفر ببعض وما جزاء الذين يكفرون بسنة محمد رسول الله الحق إلا خزي في الحياة الدنيا وما جزاء الذين يستمسكون بأحاديث في السنة النبوية جاءت مُخالفة لمحكم القرآن العظيم إلا خزي في الحياة الدُنيا ويوم البعث، ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم أولئك فرقوا بين الله ورسوله وجعلوا قول رسول الله غير قول الله في مُحكم القرآن العظيم وجزاؤهم جهنم وساءت مصيراً. ويا معشر عُلماء أمة الإسلام لقد جاء قدر الإمام المهدي المقدور في الكتاب المسطور وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور وأدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحق كافراً بكافة مذاهبكم التي فرقتكم إلى شيع وأحزاب وكل حزب بما لديهم فرحون، وإن أبيتم أن تتبعوا كتاب الله وسنة رسوله الحق فسوف يهلك الله عدوكم ويُعذبكم عذابا نُكراً فتقولون والناس أجمعين ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون، يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون. ألا وإن البطشة الكبرى هي الساعة لا تقوم إلا على المجرمين الذين إن تبيّن لهم سبيل الحق لا يتبعونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي يتبعوه سبيلاً، أولئك ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا فقتلوا تقتيلا سُنة الله في المجرمين ولن تجد لسنه الله تحويلاً، فاتبعوني أهدكم سواء السبيل أو أتوني ببيان هو أحسن من تفسيري وأحسنُ تأويلاً، فإن توليتم فتوكلت على الله نعم المولى ونعم الوكيل. فاتبعني يا نسيم إن تبيّن لك إن ناصر مُحمد اليماني حقاً خليفة الله المبعوث من عند رب العالمين، جعل الله في اسمه خبره وراية أمره حكمة بالغة (ناصر مُحمد) يُدركها أولوا الألباب، وأرجو من الله أن يكون نسيم منهم، اللهم اجعله منهم إن كنت تراه يبحثُ عن الحق ولا يُريد سوى الحق سبيلاً إنك به عليم وله ربٌ غفورٌ رحيم، واجعل له مقاماً كريماً بين الأنصار المُكرمين السابقين صفوة البشرية وخير البرية الذين صدقوا بالبيان الحق للقرآن العظيم ولم يروا الله ولا رسوله ولا المهدي المنتظر وكانوا من الموقنين بالبيان الحق للذكر في عصر الحوار من قبل ظهور المهدي المُنتظر جهرة للبشر فلا يستوون هم والذين صدّقوا من بعد أن أظهره الله في ليلة على كافة البشر وهم صاغرون. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، السلام علينا وعلى جميعُ عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.. ويا إبن عُمر المُكرم، اجعل هذا البيان هو آخر بيانات المهدي المنتظر لزوار الموقع برغم أنه ليس آخر البيانات ولكن لكي يكون فاتحة خير للزوار الجدد لعلهم يتقون. وكذلك آمر كافة الأنصار بنشر هذا البيان في كثير من المواقع الإسلامية والعالمية لعلهم يُسلمون فيعلمون إنه الحق من ربهم وإن عقيدة العذاب في حُفرة السوءة ما أنزل الله بها من سُلطان بل العذاب من بعد الموت على الروح من دون الجسد فإما في نعيم و إما في جحيم في ذات نار جهنم محسوسة وملموسة.. أخو المُسلمين الداعي إلى الصراط المُستقيم على نهج كتاب الله وسنة رسوله الحق الناصر لما ترك فيكم مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الإمام ناصر مُحمد اليماني الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين. ـــــــــــــــــــــــــ ـ ---------------------------------------------- الإمام ناصر محمد اليماني 23 - 01 - 1430 هـ 20 - 01 - 2009 م 11:24 مـساءً الثلاثاء ــــــــــــــــــ وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وبعد.. يا نسيم، إني ظننتك من المُسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم، وإن قاطعتني وقلتَ أعوذُ بالله أن أكون من الكافرين ومن ثم أردُّ عليك وأعظك وأقول لك: أفلا ترى إنك تُحاجّ بما خالف لمُحكم القرآن العظيم فأين الإيمان يا نسيم؟ أم إنك من الذين يقولون سمعنا وعصينا؟ أم ما خطبك وماذا دهاك يا رجل؟ فاتقِ الله إنك لا تُحاج في كلام ناصر مُحمد اليماني ولا تُكذبه بل تُكذب كلام الله رب العالمين تصديقاً لقول الله تعالى: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:33] وإن قلت يا نسيم: كلا لم ينزل الله الكتاب على مُحمد رسول الله لكي ليحكم بين الناس به بل بالسنّة وحدها. ومن ثم أرد عليك وأقول: قال الله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:105] إذاً الحُكم يكون بكتاب الله وإن لم نجد فبسنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنك تُجادل بما يُخالف لمحكم كتاب الله فهل ترى أنك تُدافع عن سنة مُحمد رسول الله الحق صلى الله عليه وآله وسلم؟ كلا ورب العالمين إنك تُدافع عن سنة الشيطان الرجيم التي تُخالفُ لكتاب الله وسنة رسوله الحق كما أخبرمُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنّهُ وجد الكفار بالحق الأولين يتعذبون في نار جهنم ليلة الإسراء والمعراج، وسوف أنسخ لك هذا الحديث من السُنة روى البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ صلى الله عليه وسلم : [ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُوداً، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ». قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ»، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئاً قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْراً قَطُّ.] ويوجد في هذا الحديث حقٌ وقليل من الإدراج ونأخذ منه الحق وهو إن مُحمد رسول الله أُسري به إلى نار جهنم حتى شاهد الكفار بالحق الأولين يتعذبون فيها ووجد أكثر أهل النار من النساء. وذلك تصديقاً لوعد الله بالحق: { وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:95] وهذا الحديث من أحاديث أهل السنة والجماعة، فيا عجبي كيف تؤمنون بعقيدتين مختلفتين فأنتم تؤمنون إن مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بأهل النار فشهدهم يتعذبون في نار جهنم، إذاً جهنم في الفضاء الكوني ولذلك قال اللهم تعالى: { ما كانَ لِـيَ مِنْ عِلْـمٍ بـالـمَلإٍ الأَعْلَـى إذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم [ص:69] فمن هم الذين يختصمون يا رجل؟ فهل هم الملائكة أم أصحاب النار فيما بينهم؟ وتعالوا يا معشر الأنصار لتشهدوا تحريف القرآن عن طريق السنة وعلمائكم يتبعون ما خالف حتى لمُحكم القرآن الواضح والبيّن، وإليكم الدليل على عمى عُلماء هذه الأمة لتأويل هذه الآية { ما كانَ لِـيَ مِنْ عِلْـمٍ بـالـمَلإٍ الأَعْلَـى إذْ يَخْتَصِمُونَ }، وافترى المفترون أولياء الشيطان حديثاً طويلاً وإنه قد جاء بياناً لهذه الآية، وإليكم فريتهم الطويلة وفيها حق يراد به باطل وهو صرف التفكير إلى عذاب القبر لأن الآية محكمة واضحة ومن تدبرها سوف يجد أن عذاب القبر ما أنزل الله به من سُلطان وأن العذاب البرزخي في النار وهي بكوكب خارج الأرض بالفضاء الكوني، وحتى يصرفوا تفكيركم عن ذلك وضعوا فرية طويلة وفيها حق يُراد به باطل وفيها افتراء كبير لرؤية الله، وإليكم هذه الإفتراء الطويل: الْآيَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ قَوْله تَعَالَى : { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَأِ الْأَعْلَى إذْ يَخْتَصِمُونَ } . فِيهَا ثَلَاثُ مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: فِي سَبَبِ نُزُولِهَا: وَذَلِكَ أَنَّ { قُرَيْشًا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: سَأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْت: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَالتَّعْقِيبُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْت: إفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ وَقِيلَ: خُصُومَتُهُمْ قَوْلُهُمْ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِك وَنُقَدِّسُ لَك قَالَ إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } هَذَا حَدِيثُ الْحَسَنِ؛ وَهُوَ حَسَنٌ. وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { رَأَيْت رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ ، فَوَجَدْت بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ ، فَعَلِمْت مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { وَكَذَلِكَ نُرِي إبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } . فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْت: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْت: أَيْ رَبِّ فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْت: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ إلَى الصَّلَاةِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ}. وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ صَحِيحًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: {احْتَبَسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ لَنَا: عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ: إنِّي قُمْت فِي اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْت وَصَلَّيْت مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْت فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَثْقَلْت، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْت: لَبَّيْكَ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: مَا أَدْرِي ثَلَاثًا. قَالَ : فَرَأَيْته وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْت. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْت: لَبَّيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْت مَشْيُ الْأَقْدَامِ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَالَ: وَمَا الْحَسَنَاتُ؟ قُلْت: إطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ. قُلْت : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ. وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْت فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، أَسْأَلُك حُبَّك وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّك، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إلَى حُبِّك. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا } . ويا معشر أولي الألباب سألتكم بمن أنزل الكتاب أن تتدبروا من هم الملأ الأعلى الذين اختصموا في هذا الموضع، وأقسم بالله أن هذه الآيات من الآيات المُحكمات البيّنات من أمّ الكتاب لا تحتاج إلى بيان بل جعلها الله بُرهاناً لآيات في القرآن عن موقع النار ومن فيها، وقال الله تعالى: { هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ(59) قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (67) مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى (68) إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (69) } صدق الله العظيم [ص] فهل ترون يا معشر الأنصار كيف أنهم يحرّفون عن طريق الروايات المفتراة حتى الآيات المُحكمات والذي فصّل الله لكم تفصيلاً تخاصم أهل النار؟ ومن ثم تقول هذه الآية كلاماً آخر لم يذكره الله في هذه الآيات المُحكمات في شيء، وأقسم بربي إنّ الذين يُعارضون البيان الحق للإمام المهدي فيستمسكون بما خالف لمُحكم القرآن العظيم إنّهم لأشر عُلماءٍ تحت سقف السماء وإنهم لأعظم خطراً على المُسلمين من فتنة المسيح الدجال، بل صدّوا عن الصراط المُستقيم بكُل ما خالف القرآن العظيم ويتبعون روايات تُحرف حتى المُحكم الواضح والبيّن كما ترون، فأين هذه الرواية وأين كلام الله وبينهما إختلاف كثير وهي وضعت لبيان قوله تعالى: { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } ثم تحرف هذه الآية، هذا الدليل الذي سوف يكشف فريتهم في عقيدة عذاب القبر فتم تحريفها عن طريق الروايات السنية التي جاءت من عند غير الله ما دامت تخالف لقول الله فهي من عند الشيطان الرجيم، فما ترون يا أولي الألباب يا من يتدبرون آيات الكتاب؟ ويا نسيم، أُقسم بالرحمن الرحيم إنك لا تُدافع عن سنة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وإنك ضد كتاب الله وسنة رسوله من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً، فاتقِ الله، وأقسمُ بفاطر السماوات والأرض إنك تُحاج الإمام المهدي المنتظر الحق من رب العالمين، ولم يجعل الله حُجتي عليكم في القسم ولا في الاسم ولا في الرؤيا بالمنام بل بسُلطان البيان الحق للقرآن، ولكم شرط على ناصر مُحمد اليماني أن لا يأتيكم بسُلطان البيان للقرآن إلا من مُحكم القرآن الذي لا يحتاج إلى تأويل كمثل هذه الآيات التي ذكرت لكم ما توعّد الله به الكفار من العذاب بيوم الحساب، ومن ثم أخبركم الله بعذاب آخر { وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } وهو العذاب البرزخي، وفصّل لكم تخاصم أهل النار تفصيلاً، ومن ثم يقوم أعداء الله بتحريف مُحكم القرآن العظيم عن طريق الروايات كما ترون تحريف هذه الآيات بهذه الرواية، وإن وجدتم في بعض كلمات الرواية حق فإنما هو حق يُراد به باطل وهو تحريف الموضوع الذي كلمكم الله عنه في هذه الآيات وفصله تفصيلاً أفلا تعقلون! فما ترون يا معشر الأنصار هل إمامكم ينطق بالحق ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم أم إن الذي ينطق بالحق هو نسيم؟ وقد أفتاكم إمامكم أنه لا يجوز لكم أن تتبعوني الاتباع الأعمى بغير تفكير هل ناصر محمد اليماني ينطق بالحق أم من الضالين المُضلين؟ ويا نسيم إني غلبتك بالحق من مُحكم القرآن العظيم فأعرضت عنه جميعاً وتأتي بما يُخالفه من الأحاديث والروايات التي جاءت من عند غير الله، ومن ثم تقول يا ناصر محمد اليماني إنك تفسر القرآن على هواك، إذاً يا رجل آتنا بتفسير هو خير من تفسير ناصر مُحمد اليماني وأحسن تأويلاً إن كنت من الصادقين، بل أنت مُعرض عن القرآن العظيم. وحاجني بأي آية تشاء وسوف آتيك بالبيان الحق لها بإذن الله وأحسن تفسيراً منك ومن غيرك من كافة عُلماء أمة الإسلام، وإن لم أفعل فلست الإمام المهدي، وهل جعل الله برهان الخلافة الحق إلا في بسطة العلم أفلا تتقون؟ ويا نسيم، إني أرى جدالك جدالاً عقيم بمعنى إني أحاجك بالقرآن العظيم وليس بمُتشابهه الذي لا يزال بحاجة إلى تفسير بل بآيات مُحكمات من أم الكتاب، ولكن في قلبك زيغ عن الآيات المُحكمات من أم الكتاب لأنك تبتغي الفتنة وهي أحاديث الفتنة وتقول إنها جاءت مبينة للقرآن، وأقول لك يا رجل وكيف يأتي البيان مُخالفاً لمُحكم القرآن؟ أليس البيان بالسنة يزيد القرآن توضيحاً؟ ولكن أحاديث الفتنة تخالف لمحكمه إذاً هي من عند غير الله ما دامت تُخالف لمحكم القرآن كما علمنا الله أن ما خالف لمحكم القرآن من أحاديث وروايات السنة فإن ذلك الحديث جاء من عند غير الله، أفلا تخاف الله رب العالمين؟ فاتبعني أهدك صراطاً مُستقيماً. وإن كُنت مُصراً على الإستمرار في جدالك العقيم فسوف أقول لك شيئاً: إذا أردتَ أن تُبين بالبرهان أن ناصر محمد اليماني يفسر القرآن على هواه كما تبهتنا بغير الحق ومن ثم تأتي بتفسير هو خير من بيان ناصر محمد اليماني للقرآن وأحسن تأويلاً فإن فعلت ولن تفعل فلن تأخذني العزة بالإثم كمثلك بل سوف تجدني أخضع وأسمع وأُسلّم ُ للحق تسليماً، وذلك لأني لستُ من المُتكبرين من الذين يستيقنوا بالحق من ربهم ومن ثم تأخذهم العزة بالإثم فيعرضوا عنه وحسبهم جهنم وساءت مصيراً وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين وأما بالنسبة لرؤياك فإني أرى إنك قد تجرأت على الافتراء على الله ورسوله نظراً لانعدام حُجتك وسلطان إفكك وأمثلتك وما كان لك إلا أن تفتري ونسيت أن الرؤيا تخص صاحبها ولا حجة لك علينا بالرؤيا كما لم نجعلها حجة عليك ولا على غيرك بل سلطان العلم المُقنع إذا لم تكسب من الرؤيا إلا الإثم والافتراء على الله ورسوله بغير الحق وبدأت أشك في أمرك أنك من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، وحسبي الله على كُل مُتكبر، فمن المُتكبر عن الحق أنا أم أنت يا نسيم؟ وإنك لتُكذب بمُحكم القُرآن العظيم: { مَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ(8) } صدق الله العظيم [التين] وانتهى جدلك العقيم فهل تستجيب إلى الصراط المُستقيم؟ إمام المُسلمين الداعي إلى الصراط المُستقيم ناصر مُحمد اليماني. ---------------------------------------------- الإمام ناصر محمد اليماني 24 - 01 - 1430 هـ 21 - 01 - 2009 م 02:00 صـــباحاً الأربعاء ـــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. وكنت أنتظر منك تعليقاً على ما هو أهم من الإدراج حتى لا نخرج عن الموضوع، فأين تعليقك على تحريف كلام الله برواية يوجد فيها بُهتانٌ كبيرٌ في رؤية الله وأنه وضع يده فوق كتف مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى سمع برد أنامل الله!!! إن هذا كلام كبير الإثم عظيم الإفك فكيف يتحمل كتف مُحمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يد جبار السماوات والأرض بينما لم يتحمل جبل حديد ذو بأس شديد رؤية الله إذ جعله دكاً ليس إلا من رؤيته سُبحانه فكيف لو وضع الله يده على هذا الجبل ؟! وكيف يجعلون لله أنامل ونؤمن بأن له يد، الله.... ولكن هنا يتوقف التفكير ولا يجوز أن يُفكر كيف. وقالوا إن الله ظهر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسوا أن مُحمد رسول الله بشر، بمعنى أنه رأى الله جهرة سبحانه وتعالى علواً كبيراً ولكن هذا الإفتراء مُخالف لقول الله تعالى: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم [الشورى:51] وهذه من الآيات المُحكمات البيّنات من أم الكتاب فكيف يأتي هذا الحديث مُخالفاً لما فيها ويقول إن الله ظهر لمحمد رسول الله جهرة؟ ويا معشر الأنصار، تدبّروا بيانات إمامكم وحاجوا علماء الأمة، وأقسم بالله لئن حفظتم سُلطان البيان فإنه لا ولن يُجادلكم عالم في ذلك الموضوع إلا أجبرتموه على الاعتراف أو الصموت، ومعنى الصموت هي الحيرة من أمره لأنه سمع كلاماً منطقياً وأراد أن يفكر فيه كثيراً قبل أن يجيب ولا داعي لذكر الإدراج فهو ليس مضر ولا يهم في شيء وهو ليس افتراء وإنما كلمات زائدة لا تؤدي المعنى المقصود وهي من أخطاء الراوي وهذا ليس مضر لأنه لم يوضع بمكر خطير بل غير مقصود من الراوي، بل أريد أن أسمع تعليقك بالحق على الرواية التي جاءت بيان لقوله تعالى: { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } صدق الله العظيم [ص:69] وقالوا إن بيانها هذه الرواية المُفتراة: الْآيَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ قَوْله تَعَالَى: { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَأِ الْأَعْلَى إذْ يَخْتَصِمُونَ } . فِيهَا ثَلَاثُ مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: فِي سَبَبِ نُزُولِهَا: وَذَلِكَ أَنَّ { قُرَيْشًا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: سَأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْت: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَالتَّعْقِيبُ فِي الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟ قُلْت: إفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ وَقِيلَ: خُصُومَتُهُمْ قَوْلُهُمْ: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِك وَنُقَدِّسُ لَك قَالَ إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } هَذَا حَدِيثُ الْحَسَنِ؛ وَهُوَ حَسَنٌ. وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { رَأَيْت رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ ، فَوَجَدْت بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ ، فَعَلِمْت مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : { وَكَذَلِكَ نُرِي إبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } . فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْت: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْت: أَيْ رَبِّ فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟ قُلْت: الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ إلَى الصَّلَاةِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ}. وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ صَحِيحًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: {احْتَبَسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ لَنَا: عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ، ثُمَّ انْتَقَلَ إلَيْنَا ثُمَّ قَالَ: أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ: إنِّي قُمْت فِي اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْت وَصَلَّيْت مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْت فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَثْقَلْت، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْت: لَبَّيْكَ. قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: مَا أَدْرِي ثَلَاثًا. قَالَ : فَرَأَيْته وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ، وَعَرَفْت. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْت: لَبَّيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْت: فِي الْكَفَّارَاتِ. قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْت مَشْيُ الْأَقْدَامِ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ. قَالَ: وَمَا الْحَسَنَاتُ؟ قُلْت: إطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. قَالَ: سَلْ. قُلْت : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ. وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْت فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، أَسْأَلُك حُبَّك وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّك، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إلَى حُبِّك. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا }. وأريد تعليقكم على المُفترى وليس المُدرج حتى لا نخرج عن الموضوع والذي أنا مصرّ فيه على نسيم أن يأتي ببيان خير من تأويلي وأحسن تفسيراً، أو يعترف بالحق، أو يتبيّن لي أنه من الذين يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه، ولكنه لم يتبيّن لنا ما في قلبه بعد لذلك لن نحكم عليه بعد حتى يتبيّن لنا أمره من خلال حواره، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. والسؤال في قوله تعالى: { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } فمن هم الملأ الأعلى الذين اختصموا في هذا الموضع؟ وسوف تجدوهم في نفس الموضع { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } فانظروا { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ } أليس هذا الكلام في موضع واحد قد فسر بعضه بعضاً وواضح بيّن؟ فلمَ ترضون أن يُحرف كلام الله عن مواضعه بأحاديث وروايات مُفتراة من قبل اليهود؟ يريدون أن يطفئوا نور الله ولا قوة إلا بالله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. وسلام الله عليكم يا أبا ريم ذو مقام كريم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار الأخيار وجميع الزوار لمنتديات البشرى الإسلامية الباحثين عن الحق، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. الإمام ناصر مُحمد اليماني. ---------------------------------------------- غير أنه توجد نقطة لم أوضحها في البيان وهم الأموات من الكفار الذين لا يدخلون النار من بعد موتهم، أولئك لم تُقام عليهم الحُجة بمبعث الرُسل ولذلك لم يُعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى: { مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء:15] أولئك كذلك نومتهم كنومة العروس فلا يشعرون ولذلك يتفاجؤون بالبعث ويقولون: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم [يس:52] وذلك لأنهم لا يعلمون بهذا ولم يخبرهم أحد من قبل بهذا لأن الله لم يبعث إليهم رسولا بمعنى أنهم يموتون في الفترة من قبل مبعث الرسول إلى قريتهم، ولكنه يأتي الجواب من المبعوثين الكافرين برسل ربهم وأفتوهم بالحق وقالوا: قال الله تعالى: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } صدق الله العظيم [يس:52] أولئك هم أصحاب الأعراف فلا هم في الجنّة ولا هم في النّار يوم القيامة حتى إذا دعوا الله استجاب دعوتهم وأدخلهم جنته برحمته، وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 46] ولكنهم دعوا ربهم وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:47] ومن بعد توبيخهم ومقتهم للذين لم يُصدقوا برسل ربهم ومن ثم يأتي الجواب من الله على دُعائهم فيقول تعالى لهم: { أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم [الأعراف:49] وذلك لأنهم يقولون للكفار الذين في نار جهنم: أهؤلاء؟ ويقصدون أصحاب الجنة الذين أقسمتم يا معشر الكفار لا ينالهم الله برحمته نظراً لجعلهم الآلهة إلهاً واحداً، ومن ثم يصدقهم الله رحمته التي كتب على نفسه وأن لا يعذب حتى يبعث رسولا ومن ثم يقول لهم: { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم وكذلك في البعث سر الشفاعة، وكثير من المجرمين قد ذاقوا وبال أمرهم في العذاب البرزخي، ولكن في البعث تأتي الشفاعة. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم [سبأ:23] ولكن عليك "كوراك" أن تعلم أن الشفاعة ليست كما يزعم المشركون بالله عبادَه المقربين، بل عبدٌ يحاجّ الله في نعيمه الأعظم من الجنّة وهو أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يكون راضٍ في نفسه؟ وذلك حتى يدخل كُل شيء في رحمته، ولذلك تأتي الشفاعة من الله وحده برحمته التي كتب على نفسه، ولذلك يتفاجأ أهل النار وقال الله تعالى: { وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } صدق الله العظيم وتأتي الشفاعة عاجلة على أهل النار وقد ذاق المجرمون وبال أمرهم في العذاب البرزخي. وسلامُ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، وهداك الله إلى الحق وسواء السبيل.. أخوك الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني. ـــــــــــــــــــــ | ||
-3- 21 - 01 - 1430 هـ 18 - 01 - 2009 م 09:47 مـساءً الأحد ـــــــــــــــــــ الرد على نسيم من مُحكم القُرآن العظيم.. بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد.. أخي نسيم إني أدعوك للاحتكام إلى القُرآن العظيم في شأن المجرمين الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين معرضين عن الحق من ربهمظ، فأين ذهبوا من بعد هلاكهم هل في نار جهنم أم في قبورهم؟ ونبدأ بقوم رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: { مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً } صدق الله العظيم [نوح:25] بمعنى إن الله أدخلهم النار من بعد إغراقهم يا نسيم، وهذه آية مُحكمة واضحة بيّنة للعالم والجاهل: { مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً } صدق الله العظيم [نوح:25] ومن ثم نأتي للذين كذبوا برسول الله موسى عليه الصلاة والسلام أين ذهبوا بعد أن أغرقهم الله؟ وقال الله تعالى: { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ } صدق الله العظيم [غافر] وقال الله تعالى: { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾ } صدق الله العظيم [النحل] وهذه آيات مُحكمات واضحات بيّناتٌ تفتيكم إن الذين تتوفاهم الملائكة من المجرمين إنهم يدخلون أبواب جهنم من بعد موتهم، فتدخل أنفسهم مُباشرة وفي نفس اليوم يُدخلون أبواب جهنم بالنفس من دون الجسد الذي يعود إلى تراب. و تعالى ننظر هل دخولهم النار يوم موتهم بالنفس؟ أم بالنفس والجسد؟ أم إنه يتم فصل النفس عن الجسد فيدخل المجرمون النار بأنفسهم؟ وقال الله تعالى: { وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:93] وإن كان لديك تأويل للمحكم فهو مُحكم يا نسيم قد أغناه الله عن تأويل نسيم وتأويل ناصر محمد اليماني، لأنها أيات مُحكمات من أم الكتاب لا يزيغ عنهن إلا هالك، وإنما أنكرت أحاديث العذاب في حفرة السوءة وذلك لأنها جاءت مُخالفة لمحكم القرآن العظيم في هذا الشأن، ولا نزال ندخر براهين أخرى إذا استمررت في الاعراض عن محكم القرآن العظيم والتمسك بما خالف لمحكم القرآن العظيم، وإني أُجادلك بعلم وهدًى من الكتاب المُنير، فأرني علمك يانسيم وأهدني إلى علم هو أهدى من هذا إن كنت من الصادقين أنك على الحق وناصر مُحمد اليماني على ضلال مبين. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.. أخوك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. ـــــــــــــــــــــــ | ||
الإمام ناصر محمد اليماني 25 - 01 - 1430 هـ 22 - 01 - 2009 م 08:34 مـساءً الخميس ــــــــــــــــــــ الرد من محكم الكتاب.. بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المُرسلين، والحمد لله رب العالمين، وبعد.. قال الله تعالى: { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٣٠﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾ } صدق الله العظيم [ص] ونستنبط من هذه الآيات ميقات العشي من اليوم، فنجده من الظهيرة إلى غروب الشمس، وينتهي العشي بتواري الشمس وراء الحجاب، فينتهي بدخول صلاة المغرب. وأما الغدو، فهو من إسفار الصباح من بعد الفجر إلى الظهر، ومن بعد انكسار الشمس يبدأ العشي وينتهي بتواري الشمس وراء الحجاب، ولا يدخل ميقات العشي بالليل بل ينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: { فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿١٧﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿١٨﴾ } صدق الله العظيم [الروم] والبيان لقوله تعالى { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ }، وذلك من بعد توراي الشمس وراء الحجاب وبدء دخول الليل. وأما قوله { وَحِينَ تُصْبِحُونَ }، وهو بدء إسفار الصباح واستمرار الغدو. وما نُريد إستنباطه هو قوله تعالى: {وَعَشِيًّا }، فيتبين لنا أن العشي لا يدخل في الليل بل ينتهى بدخول الليل، ومن قال بل العشي هو الليل ومن ثم نقول له ألم يقُل الله تعالى: { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ }؟ وهو دخول الليل واستمراره إلى ظهور الصبح، إذاً تبين لكم البيان لقوله تعالى { وَعَشِيًّا } أنه من الظهيرة إلى غروب الشمس. ونخلص من هذه الآيات أنّ الغدو هو من أول اليوم إلى الظهر، والعشي من الظهيرة إلى تواري الشمس وراء الحجاب، إذاً البيان الحق لقوله تعالى: { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } [غافر:46] أي نهاراً كاملاً غدوه وعشيه إلى تواري الشمس وراء الحجاب، ثم يتم إخراجهم من النار فيستغيثون فيُغاثون بماء كالمهل يشوي الوجوه، ثم إن مرجعهم إلى الحجيم بعد انتهاء الليل. ولذلك قال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ } صدق الله العظيم [غافر:49] وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ] والغدوة هي من أول اليوم إلى الظهر، والروحة من بعد الظهر إلى غروب الشمس، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.. أخوك ناصر مُحمد اليماني. ـــــــــــــــــــــ | ||
-4- 14 - 04 - 1431 هـ 30 - 03 - 2010 م 01:42 صـــباحاً الثلاثاء ـــــــــــــــــــ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا.. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى شمس الدين بسم الله الرحمن الرحيم اني انبهرت بالكم من المعلومات التي لامكن لأحد أن يعرفها الا ان يكون هو المهدي المنتظر لذلك اطلب منك ان توضح لي لو سمحت " بأن لا يوجد عذاب قبر بل الروح هي التي تتعذب ---- لذلك ان اطلب منك ان توضح هذه الايه ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) هل هناك عذابان عذاب بعد الموت مباشره وعذاب في يوم الحساب؟ وما تفسيرك بقولهم" قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا" أي إنهم كانوا رقود ولم يحسوا في الحساب؟ ثانيا: في قوله تعال (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) السؤل هو بأن هارون لا يزال موجد ولاكنه قد أصبح شيخاً كبيرا لا يستطيع حمل السلاح ولا القتال نظراً لأنه قد أصبح من بعد قوت ضُعف وشيبة قد وهن العظم منهُ ولاكنهُ قال إن أصفى عليكم طالوت) والسؤال هو: كيف يكون هارون على قيد الحياة " وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ" كيف يكون في لتابت وهو حي يرزق؟ هناك اسئله كثيره تدور في خلدي ولم اجد لها تفسيرا ولكن ابدا معك بما انت فسرته لنا. علما بأني مبهره بفكرك ومؤمنه بك ولكن ليزيد حبي وإيماني بالله الواحد القهار. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وسؤالكم الأول هو عن بيان قول الله تعالى: { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) } صدق الله العظيم [يس] ويا أيها السائل كنّ ذو لبٍ وفكّر وتدبّر قول الله تعالى: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم فذلك قول قومٍ لا يعلمون من بعثهم لأنهم لا يعلمون أنه يوجد لهم بعث من بعد موتهم واولئك أقوام ماتوا من قبل بعث رسل الله إلى اقوامهم فأولئك الكافرين لم يعذبهم الله من بعد موتهم فهم كالنائمين لا يعلمون بشيئ من لحظة موتهم فلم يعذبهم الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء: 15] إذاً الكفار الذي ماتوا من قبل مبعث الرسل لا يعلمون بالبعث الذي وعد به الرحمن في محكم كُتبه ولا يعلمون بشيئ ولذلك أخذتهم الدهشة الكُبرى في يوم البعث من بعثهم من مرقدهم ولماذا بعثهم لأنهم لا يحيطون بأي علم عن البعث والحساب ولذلك قالوا: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } ومن ثم أفتاهم الكفار الذي كذبوا برسل ربهم وقالوا: { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) } صدق الله العظيم فذلك هو قول الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم وقال الله تعالى: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } صدق الله العظيم [الأعراف:53] فأولئك هم الكفار الذين أفتوا أصحابهم من الذين ماتوا قبل بعث الرسل إليهم ولذلك قالوا: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } بمعنى أنهم لا يعلمون بوعد الرحمن أن يبعث عباده من بعد موتهم ولكن الذين حضروا بعث الرسل إلى أقوامهم وكذبوا برسل ربهم الذي نبؤوهم بالبعث ولذلك أفتوا الكفار السائلين وقالوا: { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) } صدق الله العظيم والسائلين الكفار هم ذاتهم أصحاب الأعراف بين الجنة والنار فلا هم في الجنة ولا هم في النار، وقال الله تعالى: { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) } صدق الله العظيم [الأعراف] فهؤلاء ليسوا من المصدقين وليسوا من المُكذبين لأنهم ماتوا قبل مبعث الرسل فانظر لقولهم إلى اصحاب النار: { أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ } ويقصدون بقولهم يا أهل النار أهؤلاء ويقصدون أصحاب الجنة الذين أقسمتم لن ينالهم الله برحمته ومن ثم جاءت الإجابة لدعوتهم لربهم وقال ربهم العظيم الرحيم: { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم وذلك لأنهم دعوا الله ربهم وقالوا: { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ولذلك أجاب الله دعوتهم وقال: { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم فكيف يعذبهم الله ويخالف حكمه الحق في قوله الحق: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء:15] إذا الذين ماتوا من قبل بعث الرسل إلى قومهم قد أصبحت لهم الحجة على ربهم ولذلك لن يعذبهم، وقال الله تعالى: { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } صدق الله العظيم [النساء:165] فأولئك الذين ماتوا قبل أن يعلموا بحقيقة البعث فهم لا يعلمون من بعثهم لأنهم لم يحدّثهم أحد بذلك في حياتهم الدنيا ولذلك قالوا: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } [يس:52] ومن ردّوا عليهم الكفار الذين يعلمون بحقيقة الذين حذرتهم رسل ربهم من البعث ولذلك قالوا الكفار الذين يعلمون من بعثهم قالوا لاصحابهم من الكفار الذين لا يعلمون بذلك قالوا: { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } صدق الله العظيم [يس:52] وقال الله تعالى: { يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } صدق الله العظيم وأما بالنسبة لسؤالك عن التابوت فقد أجبنا عليه قبل عدة سنين وقلنا فإذا كان في التابوت بقية مما ترك آل موسى وآل هارون وبما أن الذي يفتيهم بذلك نبي الله هارون، فهل تريدون أن يقول: ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وأنا )، أم تريدوه أن يقول: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى ونحن)؟ بل لا بد له أن يقول : { فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:248] فما لكم كيف تحكمون إخواني وكيف تتفكرون فما خطبكم حتى ولو وجد السائل الحق في مليون مسألة ومن ثم تأتي مسألة لم يفهمها بالحق ويظن الإمام المهدي نطق فيها بغير الحق فينقلب على عقبيه أولئك كالأنعام ولكنك أيها السائل من المُكرمين بإذن الله كونك أردت ان تتبين الحق ولم تتولى على عقبيك وثبتك الله عن الصراط المستقيم فهل فهمت الخبر فقد وضحنا في بيان سابق قبل أكثر من ثلاث سنوات وفصلنا تفصيلاً في حوارنا مع الأخ الكريم حلمي 33 فلا ازال اذكر أن إسمه هكذا وهو من القرآنيين وحاورني وسألني بذات سؤالك فأجبنا عليه إجابة مفصلة غفر الله لكم وللإمام المهدي معكم ولجميع المُسلمين يا اخي الكريم ألا تزال من اصحاب عقيدة العذاب في القبر ألم نفصل لكم الحق في ذلك تفصيلاً من محكم الكتاب أم إنكم لا تصدقون بالإسراء والمعراج وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقاً مرّ بأصحاب النار يتعذبون في نار جهنم وكذلك أراه الله جنة المأوى بل ذلك، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } صدق الله العظيم [المؤمنون:95] فقد أراه الله ذلك ليلة الإسراء والمعراج ومرّ بأهل النيران التي أُعدت للكافرين وزار أهل الجنان التي أعدت للمتقين أفلا تتفكرون إخواني المؤمنون؟ وسبق التفصيل من قبل في بيان قديم فصلنا فيه العذاب من بعد الموت في نار جهنم في ذات جهنم ولم أنكر العذاب من بعد الموت لمن يشاء الله من الكافرين الذين اقام عليهم الحجة وإنما ننكر أن يكون في حفرة السوءة فهل تريدون ان تشككوا الناس في دينكم فالكذب حباله قصيرة فسرعان ما يكشفوا حقيقة هذا العقيدة على الواقع فلن يجدوا ضلوع تحطمت ولا قبر احترق ونحذر الذين يصورون للناس صور أشخاص احترقوا نتيجة حوادث ومن ثم يجعل منها أسطورة انها لشخص تعذب في قبره فما ظن الذين يفترون على الكذاب يوم القيامة أفلا يتقون وإنما أراد المنافقين ان يشككوا الناس في دينكم إلى يوم الدين ألا والله لولا فرية عذاب القبر لدخل العالمين في دين الإسلام ولكنهم لم يجدوا ما تعتقدون في عذاب القبور ومن ثم يصرفوا التفكير عن دينكم ويقولون إنهم مُخرفون فلم نجد ما يعتقدون شئ برغم انها قبور لكفار نعلم أنهم كفار في حياتهم ولم تحترق قبورهم ولا تتحطم أضلاعهم ولكني الإمام المهدي الذي لا يقول على الله ما لا يعلم وأفتينا في العذاب من بعد الموت أنه في جهنم في ذات جهنم للكفار الذين اقام الله عليهم الحجة وأما الكفار الذين لم تقام عليهم الحجة فمثلهم كمثل الراقدون لا يشعرون بشيئ من لحظة موتهم لا يشعرون لا بجحيم ولا بنعيم ولا يعلمون بالبعث يوم الدين ولذلك أدهشهم حدث البعث وسألوا من الذي بعثني ولماذا فأخبروهم الذين حذرهم رسل الله من قبل بذلك وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.. أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني. ــــــــــــــــــــ | ||
-5- 12 - 04 - 1431 هـ 28 - 03 - 2010 م 12:16 صـــباحاً الأحد ـــــــــــــــــــــ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ.. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم [التوبة:١١١] وفي هذا الآيات جعل الله إلإعلان في التورات وفي الإنجيل وفي القرآن لكافة الإنس والجان بالتعامل المادي بينهم وبين ربهم فأعلن لهم الثمن وعرف لهم المُقابل فأما إعلان الثمن فهو قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّه اِشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسهمْ وَأَمْوَالهمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة } وأما المطلوب منهم مقابل ذلك فهو في قول الله تعالى: { يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم [التوبة:١١١] ومن ثم تجدون أن الله أصدقهم بالثمن مبُاشرة فور موتهم وقال الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾ } صدق الله العظيم [آلعمران] ولكن المهدي المنتظر يعلن للأنصار وكافة البشر إعلان أخر في مُحكم الذكر ولكنه إعلان فضل أخر من الله وهو أن يحبهم ويحبونه تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم [المائدة:٥٤] ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو فكيف يرضيهم الله يوم لقاه وذلك لانهم لن يرضوا أبداً بجنته لانهم لم يبيعوا أنفسهم وأموالهم مقابل ذلك بل المقابل من الله أن { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه على أحباب الله فهل سيرضوا بنعيم الجنة وحورها وقصورها ومن يحبهم ويحبونه حزين ومُتحسر على عباده الذين ظلموا انفسهم وهو يسمع عباده في النار { يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } ألا والله لو قالوا: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } صدق الله العظيم. لنالهم الله برحمته ولقال لهم: { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم. فيجيبهم كما أجاب الكفار أصحاب الأعراف من الذين لم يقيم الله عليهم الحجة ببعث الرسل وهم الذين يموتوا من القرى من قبل أن يبعث الله فيهم رسولاً ولذلك المهم الله أن يسألوه رحمته وان لا يجعلهم مع القوم الظالمين المكذبين برسل ربهم وقال الكافرين من اصحاب الأعراف: { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ومن ثم جاء الإجابة من الله أرحم الراحمين وقال لهم: { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } صدق الله العظيم. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا } صدق الله العظيم. وما يريد المهدي المنتظر هو من أظهره الله على أمرنا ولم يصدق وتوفاه الموت من قبل التصديق و ظهور المهدي المنتظر فإني أحمله رسالة من الإمام المهدي إلى أصحاب النار أن لا يسألوا الله الرجعة كمثل قولهم: { حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } صدق الله العظيم [المؤمنون] بل يقولوا: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:٢٣] وعليك أن تخبرهم يامن كذبت بأمرنا أن الله كتب على النفسه الرحمة فلا يسألوه الرجعة بل يسألوه رحمته التي كتب على نفسه ويقولوا اللهم إنك أرحم بنا من أمهاتنا وأنت أرحم الراحمين فلا بد أنك حزين علينا بسبب ظلمنا لأنفسنا اللهم نسألك بحق عظيم رحمتك التي وسعت كُل شئ أن تخرجنا من نارك برحمتك فتدخلنا جنتك برحمتك فمن ذى الذي هو أرحم بنا من ربنا الرحمن الرحيم ولن ينكر الله صفة رحمته بعباده فسُرعان ما يأتيكم الرد من الله الرحمن الرحيم ولكن مُشكلت أصحاب النار هو اليئس من رحمة الله ألا وأن اليئس من رحمة الله لمن صفات إبليس ولذلك يُسمي الله اليائسون من رحمته بالمُبلسون وقال الله تعالى: { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف] وقال الله تعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:٤٤] أي فإذا هم يائسون من رحمة الله كما يئس إبليس فلما تقلدوا إبليس في اليأس من رحمة الله وقال الله تعالى: { إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } صدق الله العظيم [يوسف:٨٧] فانتم يا أصحاب النار لا تزالوا كافرين برغم أنكم تصطرخون في نار جهنم ولكنكم لا تزالون كافرين وكفركم هو اليأس من رحمة الله تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } صدق الله العظيم [يوسف:٨٧] ولذلك تلتمسوا الرحمة من عبيده و هم أدنى رحمة من الله وقال الله تعالى: { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ } صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠] ولكنكم لم تجدوهم يرحموكم فيعطوكم بل سيقولوا لكم: { قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:٥٠] وكذلك يا معشر الكُفار برحمة الله أرحم الراحمين أراكم تلتمسون الرحمة من خزنة جهنم فتقولوا: { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ } صدق الله العظيم [غافر:٤٩] فهل وجدتموهم رحموكم بل قالوا: { قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } صدق الله العظيم [غافر:٥٠] فانظروا لفتوى الله الحق: { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ } صدق الله العظيم وذلك لانكم يائسون من رحمته وتلتمسون الرحمة من عبيده فتدعونهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله وقال الله تعالى: { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم [الأعراف:٥٣] ويا لعجب قولكم يامعشر الكافرين فكيف تقولون { قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } ومن ثم تنطقوا بالباطل فتقولوا: { فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم ويا سبحان ربي فوالله لم تعرفوا الحق بعد تصديقاً لقول الله تعالى: { وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا } صدق الله العظيم [الإسراء:٧٢] فكيف أنكم تقروا وتعترفوا بالحق بقولكم { قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } ومن ثم تسألوا الرحمة من عباده من دونه أن يشفعوا لكم بين يدي الله ارحم الراحمين بقولكم: { فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم فانظروا لقول الله تعالى: { قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } صدق الله العظيم إذاً لا تزالوا كُفار بأرحم الراحمين وذلك هو سبب بقاءكم في نار جهنم وقال الله تعالى: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ } صدق الله العظيم [يوسف: ١٠٦] يا أيها الناس ذروا الخلق وتوجهوا بقلوب مُخلصة إلى الخالق الذي ليس كمثله شئ الله أرحم الراحمين وبما أنه أرحم الراحمين ولذلك لا ينبغي أن تجدوا في أرضه وسماواته من هو أرحم بكم من الله لا في الدُنيا ولا في الآخرة أني لكم ناصحاً أمين ذروا تعظيم العبيد بغير الحق ولا نمنعكم من الثناء على عباد الله المُكرمين وإنما التعظيم هو أن تجعلوا التكريم لهم حصرياً من دونكم ولذلك لا تطمعون ان تكونوا مثلهم مُكرمين ولذلك جعلتموهم حداً بينكم وبين الله وترجون شفاعتهم فأشركتم بالله فكيف السبيل لنخرجكم من عبادة العبيد إلى عبادة الرب المعبود الله أرحم الراحمين وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين .. أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني. ـــــــــــــــــ | ||
-6- ــــــــــــــــــــ ما هو موقف الذى يتوفاه الله من الأنصار قبل وفاة الإمام المهدى عليه الصلاة والسلام؟ بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين: سلام الله عليكم، سوف يكونوا كمثل النائمين من بعد الموت ونومتهم كمثل نومة الذين ماتوا من قبل بعث الرسل فهم لم يشعرون بالحياة من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمين ولم يكُن عندهم خبر عن البعث لأنهم ماتوا قبل مبعث رسل الله إلى قراهم ولذلك قالوا في يوم البعث: { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } صدق الله العظيم [يس:٥٢] ومن ثم رد عليهم الذي حضروا بعث الرُسل وقالوا: { هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } صدق الله العظيم [يس:٥٢] وإنما أضرب لكم مثل للنائمون الذين لم يشعرون بشئ من بعد موتهم وكأنهم كانوا نائمون وكذلك الذين حرموا على أنفسهم جنة ربهم حتى يحقق لهم النعيم الأعظم منها حتماً سوف يجعلهم الله كالنائمون ولكني أرجو من الله أن يُطيل أعماركم جميعاً حتى يتحقق النعيم الأعظم واصدُقوا الله يصدقكم .. وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين. الإمام ناصر محمد اليماني ــــــــــــــــ | ||
0 التعليقات:
إرسال تعليق